نشر الصديق أحمد عرايب (ناقد ومؤرخ سينمائي مغربي) نصا عنوانه " 2014 : الحصيلة " بصفحته السينمائية الأسبوعية بجريدة " الرأي " الورقية (التابعة لحزب الإستقلال) يوم السبت 3 يناير 2015 يعبر فيه عن تصوره للحصيلة السينمائية لسنة 2014 ، فيما يلي ترجمة من الفرنسية إلى العربية لهذا النص الصحافي :
تميزت سنة 2014 على المستوى الوطني بمجموعة من الأحداث السينمائية السارة كثيرا أو قليلا . من بينها أولا التغيير الذي طرأ على رأس إدارة المركز السينمائي المغربي حاملا معه مديرا جديدا في شخص صارم الفاسي الفهري ، وهو مهني قديم ترأس لمدة ليست بالقصيرة الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ، وصارم نفسه منتج ومقدم خدمات معترف به ويمتلك استوديوها كبيرا يعد مفخرة للمغرب ، الذي غالبا ما يقارن ب " بلاطو تصوير " طبيعي .
وثانيا اليوم الوطني للسينما في 16 أكتوبر الماضي ، الذي شكل الفرصة الأولى للمدير الجديد للإعلان عن برنامج تحركه وعن سياسته للنهوض بالقطاع السينمائي بدعم من الوزارة الوصية ، التي لم تكن بالمرة تنظر بعين الرضى لفترة الإدارة السابقة للمركز المذكور . لقد تم إذن فتح عدد من الأوراش بهدف إرجاع شهية ومتعة السينما إلى قلب المغاربة . فهؤلاء المغاربة سيكونون سعداء ، في يوم ما ، عندما يشاهدون أحد أفلامهم متوجا في مهرجان مراكش الدولي للفيلم ، الذائع الصيت ، وهو مهرجان تجري وقائعه على أرضهم ويمولونه بضرائبهم ومع ذلك ليس لهم فيه إلا قليل من السلطة أو لا سلطة لهم فيه بالمرة .
لقد شهدت دورة دجنبر الماضي الرابعة عشرة خيباتها المعتادة بتهميشاتها ، إلى حد العنصرية ، وبإهمالاتها المقصودة للكائن المغربي وإبداعاته باسم " نظام نجوم " طوباوي وبدون مستقبل . لقد أصبح المغاربة أضحوكة العالم وخاصة عالم السينما ، في دبي والقاهرة وقرطاج والإسكندرية وواغادوغو ومهرجاناتها التي تآخدهم على استسلامهم وخضوعهم غير المفهومين للهيمنة الأجنبية .
أما التكريمات المخصصة لبعض المغاربة فلا تكفي ل " تأميم " مهرجان مراكش وذلك لأنها بمثابة طلاء (أو ماكياج) بأصباغ محلية قليلة اللمعان . فهل أضاف التكريم الذي حظي به محمد بسطاوي في المهرجان المذكور شيئا إلى رصيده كممثل ؟ لقد غادرنا هذا الممثل القدير صباح يوم الأربعاء 17 دجنبر 2014 ، وكان في أوج عطائه قبل هذا التكريم الشكلي والسخيف . فقد التحق بالميدان بدون تكوين تقريبا ، وأطلق لموهبته العنان لتعبر عن نفسها محققا بذلك كيانه كممثل .
مر بسطاوي من مدرسة المسرح ، الذي أغناه وطنيا بأدواره المختلفة ، وأصبح نجم الشاشتين الكبرى والصغرى المحلي الذي لا يضاها مستفيدا من شعبية واسعة . وقد شهدت هذه الشعبية ترجمتها بالملموس يوم دفنه ، حيث رافقه إلى مثواه الأخير آلاف من عشاقه ومحبيه المنحدرين من كل الشرائح الإجتماعية . وهذا في حد ذاته دليل قاطع على أن محمد بسطاوي كان قريبا من المغربي المتوسط .